سورة فصلت - تفسير أيسر التفاسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (فصلت)


        


{بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4)}
(4)- وَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى القُرْآنَ لِيَكُونَ مُبَشِّراً لِلْمُؤْمِنِينَ بِاللهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، بِالجَنَّةِ والنَّعِيمِ المُقِيمِ، وَمُنْذِراً الكَافِرِينَ المُكَذّبِينَ بِالعَذَابِ الأَلِيمِ، والخِزْيِ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ، فَاسْتَكْبَرَ أَكْثَرُ المُشْرِكِينَ عَنِ الاسْتِمَاعِ إِلَيهِ، وَأَعْرَضُوا عَنِ اتِّبَاعِ مَا جَاءَ فِيهِ مِنَ الحَقِّ والهُدَى.


{وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5)}
{آذانِنَا} {عَامِلُونَ}
(5)- لَقَدْ أَعْرَضَ المُشْرِكُونَ وَبَيَّنُوا ثَلاثَةَ أَسْبَابٍ لإِعْرَاضِهِمْ:
فَقَالُوا: إِنَّ قُلُوبَنَا تَلْفُّهَا أَغْطِيةٌ مُتَكَاثِفَةٌ فَلا يَبْلُغُهَا مَا تَدْعُونَا إِلَيهِ مِنْ عِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ، وَلا نَفْقَهُ مَا تَقُولُهُ أَنْتَ.
وَقَالُوا: إِنَّ فِي آذَانِنَا صَمَماً يَمْنَعُهَا مِنْ سَمَاعِ مَا تَقُولُ.
وَقَالُوا: هَنَاكَ سِتْرٌ (حِجَابٌ) يَمْنَعُ وَصُولَ شَيءٍ مِمَّا تَقُولُ إِلَيْنَا.
فَاعْمَلْ يَا مُحَمَّدُ مَا تَسْتَطِيعُ أَنْتَ عَمَلَهُ عَلَى طَرِيقَتِكَ، وَنَحْنُ نَعْمَلُ عَلَى طَريقَتِنَا فَلا نُتَابِعُكَ فِي دَعْوَتِكَ.
(وَقِيلَ فِي سَبَبِ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ: إِنَّ أَبَا جَهْلٍ اسْتَغْشَى عَلَى رَأْسِهِ ثَوْباً، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ حِجَابٌ، اسْتِهْزَاءً مِنْهُ بِالرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وَدَعْوَتِهِ).
أَكِنَّةً- أَغْطِيةً تَمْنَعُ الفَهْمَ.
وَقْرٌ- صَمَمٌ وَثِقَلٌ يَمْنَعُ السَّمَعَ.
حِجَابٌ- سِتْرٌ غَلِيظٌ يَمْنَعُ التَّواصُلَ.


{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6)}
{وَاحِدٌ}
(6)- قُلْ يَا مُحَمَّدُ لِهَؤُلاءِ المُكَذِّبِينَ مِنْ قَوْمِكَ: وَلَسْتُ مَلَكاً، وَقَدْ اخْتَارَنِي اللهُ تَعَالَى لِيُوحِيَ إِلَيَّ رِسَالَتَهُ إِلَيكُمْ وَهُوَ يُوحِي إِلَيَّ أَنَمَا إلهُكُمْ إِلهٌ وَاحِدٌ لا إِله إِلا هُوَ، وَهُوَ الخَالِقُ الرَّازِقُ المُدَبِّرُ، وَأَنَّ الأَصْنَامَ والأَوْثَانَ والحِجَارَةَ التِي تَعْبُدُونَهَا لا تَمْلِكُ لِنَفْسِهَا وَلا لِعَابِديهَا ضَرّاً وَلا نَفْعاً. فَآمِنُوا بِاللهِ واسْتَغْفِرُوهُ عَمَّا سَلَفَ مِنْكُمْ مِنْ ذُنُوبٍ وَمَعَاصٍ، وَأَخْلِصُوا لَهُ العِبَادَةَ كَمَا أَمَرَكُمْ. والوَيْلُ وَالهَلاكُ والخَسَارُ لِمَنْ أَشْرَكَ مَعَ رَبِّهِ فِي العِبَادَةِ سِوَاهُ.
فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ- تَوَجَّهُوا إِلَيْهِ بِالطَّاعَةِ والعِبَادَةِ.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8